Entradas populares

domingo, 26 de febrero de 2012

لن نكون إلا أمازيغ هده لكلمة أوجهها من كاسيرس في إسبانيا إلى من يعتبرون أنفسهم المغاربة الأصليين أو أصحاب المغرب العربي فبلاد تامغزا ستبقى رمزا للكفاح ضد طمس الهوية


 

abdelkarim kerkaou



لن نكون إلا أمازيغ هده لكلمة أوجهها من كاسيرس في إسبانيا إلى من يعتبرون 
 أنفسهم المغاربة الأصليين أو أصحاب المغرب العربي  فبلاد تامغزا ستبقى رمزا للكفاح ضد طمس الهوية



هذا المقال هو رد على العروبيين وخدام القومجية العربية في المغرب,والذين عملوا كل ما في وسعهم لطمس الهوية الحقيقية لهذا الوطن,مستعملين في ذلك وسائل شتى,ومستفيدين من سيطرتهم على مصادر الإعلام والثروة وأدوات نشر وتوزيع الأكاذيب طيلة عقود من الزمن ,سعيا منهم لإلحاق الشعب المغربي خاصة,وشعوب شمال إفريقيا عامة بالشعب والوطن العربيين في إطار المشروع القومي العربي.

كل هذه الأساليب والمحاولات الهادفة إلى مسخ وتزوير الهوية الأصلية للشعب المغربي,وتزوير انتمائه الإفريقي والمتوسطي وإلصاق تيكيت العروبة به,هو ما سنحاول فضحه بالدليل والحجة,وليس بلغة العواطف والتدليس التي لم نلجأ إليها في يوم من الأيام,بل هي من اختصاص أعداء الأمازيغية,الهوية الأصيلة للمغرب,وسنقوم بناء على براهين وأدلة علمية بفضح زيف ادعاءات ومزاعم العروبيين القائلين بانتماء المغرب وشمال إفريقيا إلى العروبة,ولكل هؤلاء نقول؛هذه براهنينا فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

*الدليل التاريخي:إذا كان أصحاب أسطورة انتماء المغرب للعروبة يستندون في ذلك إلى الروابط التاريخية بين شمال إفريقيا وشبه جزيرة العرب,ويزعمون بأن تلك العلاقات لم تنقطع في يوم من الأيام بين الجانبين,فيتخذون ذلك ذريعة للقول بعروبة المغرب,فنجيبهم بأن شمال إفريقيا كانت له علاقات قديمة قدم التاريخ مع شعوب أخرى,وهي علاقات لم تنقطع هي الأخرى في يوم من الأيام,بل إن علاقات الأمازيغ مع الشعوب غير العربية أقدم وأسبق؛فقد تعاملوا مع الإغريق والفينيقيين والرومان والوندال والبيزنطيين والأندلس وشعوب إفريقيا السوداء كبلاد السودان وغانا,أما مع أوربا موطن الإغريق والرومان والوندال والبيزنطيين فهي علاقات لازالت قائمة إلى يومنا هذا,فعدد المهاجرين المغاربيين بأوربا يفوق بأضعاف الأضعاف نظيره بشبه جزيرة العرب,والعلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية أضخم بكثير,وعدد الرحلات الجوية والبحرية أكبر.هكذا يتضح أن العلاقات مع أوربا أقدم و أوطد وأكثر متانة وتداخلا,وعليه فمحاولة ربط المغرب بالعروبة لمجرد علاقاته التاريخية مع الدول العربية,ما هو إلا تحليق خارج سرب التاريخ,الذي يؤكد أن الأمازيغ وإن اتصلوا وتواصلوا مع العرب أفقيا,فلا ينبغي أن تنسى علاقاتهم العمودية(أوربا وإفريقيا جنوب الصحراء),فهل مجرد الاتصال أو الاحتكاك التاريخي بالعرب يبيح جعل شمال إفريقيا وبجرة قلم جزءا لا يتجزأ من “الوطن العربي”؟وإذا كان ذلك صحيحا حسب زعم العروبيين ,فلماذا لا يحق إلحاق شمال إفريقيا بأوربا اعتمادا على سبق العلاقات التاريخية بين الجانبين وأهميتها كما رأينا,و اعتبارا للقرب الجغرافي بينهما؟

في هذا السياق يقول الأستاذ أحمد الدغرني في كتابه “البديل الأمازيغي”؛”إن تعاملنا مع الشرق الأوسط هو تعامل في حدود المبادلات مع الأقطار المشرقية,لا يمس بوجود الأمازيغيين كوطن وأمة وشعب له كيان خاص به,وسنتعامل مع الشرق الهندي والصيني والعربي واليهودي وغير هؤلاء,أي الشرق الواسع وليس فقط الشرق العربي والإسلامي”1.

هذا القول يعني أن الأمازيغ رغم تعاملهم واتصالهم بالعرب,فهو لا يعني اندماجهم وانصهارهم في المجتمعات العربية,ومن تم انتماءهم إلى العروبة كما يروج لذلك عبدة الأصنام التي بنتها القومجية,بل هم كيان حافظ على استقلاليته و خصوصيته وتفرده,وما يؤكد هذا القول ما ذهب إليه الدكتور ع السلام بن ميس في كتابه” مظاهر الفكر العقلاني في الثقافة المغاربية القديمة” عندما قال”رغم التمازج العنصري الذي شهده شمال إفريقيا( مع اليونان,الفينيقيين,الرومان و الوندال و البيزنطيين وأخيرا العرب),بقي العنصر السكاني الأصلي يحتفظ بأهم خصائصه الحضارية,يقول شارل أندري جوليان في هذا الشأن؛إن الأمازيغ رغم كونهم استقبلوا حضارات مختلفة فقد احتفظوا بهويتهم الأصلية.إن الحضارات المتتالية القادمة من خارج شمال إفريقيا كانت بالنسبة للأمازيغ عبارة عن ألبسة يضيفون بعضها إلى بعض ويبقى جسدهم داخلها هو هو لا يتغير”2.

كل هذه إذن أدلة تثبت مدى زيف ادعاءات المضللين العروبيين الذين لا يقيمون للتاريخ وزنا ولا حسابا,إنما يحاولون فقط تحليل الأمور بمنطق الهوى والعواطف خدمة لاديولوجيتهم العروبية.

*الدليل الجغرافي:إذا كان مدعو انتماء المغرب إلى “الفضاء العربي”,يعتبرونه بمثابة امتداد جغرافي “للوطن العربي”,أفليس المغرب أقرب بكثير إلى الفضاء الأوربي,حيث لا تفصله عنه سوى كيلومترات,في حين تفصله عن شبه جزيرة العرب آلاف الكيلومترات؟ أليس المغرب أقرب إلى بعض الدول الإفريقية منه إلى ما يسمونه فضاء عربيا؟

هذا من ناحية,من ناحية أخرى فالباحث في جغرافية المغرب وشمال إفريقيا,لن يحتاج إلى كثير من الجهد ليكتشف أن لا علاقة لها بجغرافية بلاد العرب,حيث لا وجود سوى للصحاري القاحلة,في حين تتنوع تضاريس شمال إفريقيا,بين الجبال الشاهقة و السهول الواسعة والخصبة و الهضاب والتلال,وتعرف تساقطات مطرية و ثلجية مهمة لا وجود لها بتاتا في بلاد العرب,فضلا عن توفرها على غابات كثيفة من الأرز والفلين و العرعار…وعلى وحيش متنوع,وهو ما لا يتوفر بالمرة في بلاد العرب التي يزعمون انتماءنا إليها,ويعتبرون بلدنا امتدادا جغرافيا لها,يضاف إلى كل ذلك طوبونيمية جغرافية المنطقة والتي تحمل أسماء أمازيغية؛كأسماء الجبال والوديان والسهول والفجاج والمغارات والكهوف,فهل بعد كل هذه الأدلة حاجة إلى مزيد؟ نعم سنزيدكم أدلة على أدلة حتى التخمة.

*الدليل الأركيولوجي-العلمي:يحاول أعداء الحقيقة من القومجيين جعل شبه جزيرة العرب مركزا للعالم وأصلا لكل البشرية,وذلك في تعارض تام مع أهم الاكتشافات الأركيولوجية التي تم التوصل إليها إلى حد اليوم,والتي تؤكد بأن أقدم إنسان تم العثور على جمجمته بإفريقيا,وتحديدا في مثلث إثيوبيا,كينيا و طانزنيا,وبذلك يمكن القول بأن إفريقيا هي مهد البشرية,مما يدحض تماما ادعاءات المغرضين القائلين بأن أصل سكان شمال إفريقيا من اليمن,وهكذا ووفقا للأبحاث الأركيولوجية التي تعتبر مصدرا هاما من مصادر التاريخ,يمكن القول بأن العكس هو الذي حصل؛أي أن سكان اليمن هم على الأرجح من هاجر من إفريقيا عبر البحر الميت وليس العكس,وما يؤكد ذلك قول د,ع السلام بن ميس” أما الأطروحة القائلة بأن سكان شمال إفريقيا القديم أتوا من اليمن,فهي دعوى ثبت بطلانها,ولا شك أن تبنيها قد حصل عن خلط بين الأمازيغ الأصليين الذين استوطنوا شمال إفريقيا منذ زمن يصعب تحديده,والفينيقيين الذين أتوا فعلا من الشرق واستوطنوا شمال إفريقيا القديم…وقد استغل بعض المتطرفين العروبيين وحتى بعض المؤرخين سوء الفهم هذا,لإيهام أنفسهم ومن يساندهم للقول بأن سكان شمال إفريقيا الحالي هم من أصل شرقي,تماما كالعرب,وبالتالي فليس هناك مبرر لمعارضة التيار العروبي المعاصر الذي يرد كل شيء إلى الشرق”3.

وما يزيد من تأكيد هذا الطرح الذي توصل إليه بن ميس ما جاء في مقال ع .السلام خلفي المنشور بجريدة تويزا عدد169″أما قول الأمازيغ بأنهم عرب عاربة نزحوا من اليمن فإنه مجرد ادعاء منهم,فقد كانت إجابة ياقوت الحموي كافية لدحض هذا الادعاء بقوله”فأكثر البربر تزعم أن أصلهم من العرب واليمن وهو بهتان منهم وكذب”,كما أكد بن خلدون بأن هناك من يدعي أن البربر من ولد إبراهيم عليه السلام من نقشان ابنه” وأنهم يمنيون وقالوا أوزاع من اليمن” وهو ادعاء في نظره أيضا4.

هذا الادعاء أبطله إمام النسابين وأوثقهم و هو أبو محمد بن حزم ونفاه نفيا قاطعا بقوله”ادعت طوائف من البربر أنهم من اليمن ومن حمير,وبعضهم ينسب إلى بر بن قيس,وهذا كله باطل لا شك فيه,وما علم لقيس بن عيلان ابنا اسمه بر أصلا,وما كان لحمير طريقا إلى بلاد البربر إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن”5.

كل هذا إذن يبرهن بما لا يدع مجالا للشك,بأن ادعاءات انتماء المغرب للعروبة لا أساس له من الصحة من الناحية الأركيولوجية وعلم الأنساب,بل هو كذب في كذب.

*الدليل الفكري:يراوغ خدام القومجية العربية,فيزعمون أن المقصود بالعروبة ليس هو الانتصار ولا الانتساب للعرق العربي,ولا ينبغي أن تفهم العروبة بمنظور عرقي,وهم بذلك يحاولون تضليل الناس,وكأنهم لا يعرفون معنى القومية في اللغة العربية,فتجدهم يدعون بأن المقصود بالعروبة هو الوعاء الفكري العربي,وحتى لو سلمنا بصحة ادعائهم,فدعونا نسألهم ؛إذا كانوا يربطوننا بالعرب من حيث الفكر؛فهل ما كتبه مثلا المؤرخ والمفكر ابن خلدون عن العرب هو ما كتبه مؤرخو العنتريات والبلاطات العرب عن العرب أنفسهم؟ وهل طريقة كتابة وتحليل ابن خلدون هي نفسها عند المؤرخين العرب؟هل عندما كتب محمد خير الدين,ومحمد زفزاف ومحمد شكري,وكاتب ياسين,ومولود فرعون…رواياتهم وأعمالهم المرتبطة بوسطهم الاجتماعي وعادات وتقاليد مجتمعهم,يشبهون في ذلك ما كتبه الأدباء العرب في قصصهم ورواياتهم؟هل ما كتبه المفكر الأمازيغي محمد أركون عن التعريب-مثلا- وربطه بإيديولوجية القومية العربية,هو ما كتبه القوميون العرب أنفسهم عن التعريب الذي يرونه عملية محمودة بل وواجبة,بينما قال عنه أركون”إن الرهان يتمثل في تجاوز خطاب الدولة الوطنية واستعادة التعددية الثقافية والفكرية والتخلص من النزعة الواحدية المسؤولة عن اجتثاث الفكر العقلاني(الراشدي نموذجا) من اللغة العربية,التي أسهمت في أسطرة المجتمع من خلال تحويلها للدين إلى عامل للأسطرة وليس للعقلنة,وهكذا وبالتوازي مع الخطاب الإيديولوجي,ووفق هذه الشروط تم ما يسمى بالتعريب الذي يؤدي المغاربيون ثمنه اليوم”6.

كل هذا يؤكد أن طريقة تفكير الإنسان الأمازيغي-الشمال إفريقي,تختلف كثيرا عن طريقة تفكير الإنسان العربي,وهنا لا بد من التنبيه إلى خطأ شائع مفاده أن هناك من يعتقد بأن الفكر المغاربي فكر شفوي وينسب أعمال العلماء والأدباء المغاربيين إلى شعوب أخرى,وفي هذا يقول الدكتور بن ميس”إن من يعتقد بأن الفكر المغاربي شفوي فهو مخطيء,لأن المغاربيين كتبوا في لغات غير لغتهم الأم,وهذا دليل على أنهم عبروا عن أفكارهم كتابة,فمنهم من كتب باليونانية ومنهم من كتب باللاتينية,والعربية والفرنسية وغيرها,ومن هنا جاء خطر آخر يتمثل في تجريد المغاربيين من أعمالهم وإلحاقهم بالشعوب التي كتبوا في لغاتها”ويضيف بن ميس قائلا”يعتقد أغلب مؤرخي الأفكار العرب بأن شمال إفريقيا كان منطقة جرداء قبل وصول العرب والمسلمين إليها ,فلم يكن في رأيهم عند الأمازيغ قبل مجيء الإسلام أي شكل من أشكال الإنتاج الأدبي أو العلمي أو الفني,وهذا طبعا خطأ أو تكتيك إيديولوجي يهدف إلى محو هوية السكان المحليين والتنقيص من قدرتهم العقلية على الإنتاج الفكري وإعلاء شأن العرب الوافدين” ويصوغ لنا بن ميس أمثلة عن محاولة العرب مصادرة الإنتاج المغاربي بقوله”في العصور الوسطى أخذ الأوربيون عن المغاربيين ما يسمى اليوم بالأرقام العربية1,2,3…التي هي في الواقع ليست عربية,بل مغاربية ظهرت لأول مرة بشمال إفريقيا ولم يسبق للمشارقة أن تداولوها حتى الآن”7.كما أن مبدأ فصل الدين عن الدولة استورده الأوربيون من دوناتوس الأمازيغي,وكل هذه أدلة تؤكد على تميز فكر الأمازيغ و إبداعاتهم عن فكر العرب وغيرهم,وتثبت ما توصل إليه الأمازيغ من إنتاج فكري ساهموا به مساهمة فعالة في تاريخ الفكر الإنساني,هذه المساهمة التي يحاول البعض أن ينسبوها إليهم في إطار ما سماه محمد شفيق في كتابه ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين ب” العقلية المصادرة لكل ما هو أمازيغي,والتي تنسب سيئات الماضي للأمازيغ”,أما أحمد عصيد فيرى بأن القول”بأن الأمازيغ قد برعوا دائما في اللغة العربية وخدموها بتفان,هي حقيقة تاريخية تستعمل في سياق مؤدلج بإفراط من أجل إخفاء حقيقتين أخريين:الأولى أن الأمازيغ قد برعوا في كل اللغات التي احتكوا بها منذ أزمنة قديمة,حتى ولو كانت تلك اللغات لخصومهم السياسيين كالرومان والفرنسيين,دون أن يعني ذلك تخلي الأمازيغ عن لغتهم وهويتهم الأصلية,والحقيقة الثانية أن التركيز على دور الأمازيغ هذا,لم يكن يرمي قط إلى الإشادة بهم بقدر ما كان يستعمل من أجل دفعهم إلى التخلي عن حقهم في الحفاظ على لغتهم الأصلية, وكأني بك تقول-موجها الخطاب إلى بنسالم حميش-:”أنظر كيف برع أجدادك في العربية وآدابها,فلم لا تقتدي بهم وتترك عنك أوهامك في بعث لهجة ميتة سوقية؟”8.

يتضح مما تقدم بأن الكتابة بلغة غير اللغة الأصلية للإنسان لا يجيز تغيير هويته وإلحاقه بالشعب الذي كتب بلغته ونسب إنتاجه الفكري لهذا الشعب,وإلا فمحمد خير الدين,و إدريس الشرايبي وبن جلون وكل من كتبوا بالفرنسية فرنسيين,وكل مغني غنى بلغة غير لغته الأصلية عد من الشعب الذي غنى بلغته,فهل يقبل عقل سليم هذه النتيجة الزائفة القائمة على معادلة خاطئة من الأساس قوامها العمى والتعصب العرقي؟؟

*الدليل “العرقي”:نؤمن كل الإيمان بأن لا أحد يمكنه إثبات نقائه العرقي أبا عن جد؛فبعد سنين طويلة من التمازج والتزاوج بين شعوب مختلفة,أضحى من المستحيل الحديث عن شيء اسمه الأصل العرقي الواحد للأمازيغ أو لغيرهم ,فالأمازيغ مثلا فيهم السود( الطوارق مثلا),وفيهم الشقر( شمال المغرب والأطلس المتوسط),وفيهم بين هؤلاء و أولئك,وبالتالي فنضالنا نضال هوياتي ثقافي لا نضال عرقي,كما يروج لذلك أعداء الأمازيغية ويضللون به الناس,وما يؤكد ذلك أن هناك من الأمازيغ من يدافع عن العروبة أكثر من العرب أنفسهم ويتنكرون لهويتهم الأمازيغية,وهؤلاء هم من يصفهم أحمد عصيد بأنهم أمازيغ عرقا لكنهم ليسوا أمازيغ فكرا وثقافة,ويؤكد ذلك مخاطبا عابد الجابري بالقول”كما يسعدني أن أخبركم بأن المواطن العربي في المشرق الذي يؤمن بحقنا في الحفاظ على لغتنا الأصلية الأولى,هو أقرب إلينا من أي أمازيغي يتشنج وتضطرب أعصابه عند سماع كلمة أمازيغية,وبهذا ستدركون لاشك,أنه في قضيتنا هذه لا قيمة مطلقا للأصول و الأعراق وشجرة الأنساب التي تشغل عبر التاريخ “العقل العربي” دون سواه”9.

ولكن حتى وإن سلمنا بأكاذيب القومجيين ومراوغاتهم ممن يتحدثون عن الانصهار والتمازج بين العرب والأمازيغ,وهو قول حق أريد باطل,دعونا نسأل هؤلاء بعض الأسئلة :إذا كان منطلقكم عرقيا في جعلنا عربا مستندين إلى “نظرية الانصهار”؛فمن ينصهر في الآخر,هل هي الأقلية الوافدة( العرب),أم الأغلبية التي هي السكان الأصليين(الأمازيغ)؟ وإذا كان العرب الوافدون قد تزوجوا النساء الأمازيغيات,فهل الأبناء ينسبون فقط لآبائهم أم إلى أمهاتهم أيضا؟ حتى وإن كان الافتراض الأول صحيحا من التصور الشعبي-العامي,ولكن من المنطلق العلمي؛هل كان لهؤلاء العرب القليلون أن ينجبوا لولا تزوجهم بنساء أمازيغيات؟هل حدث يوما أن تحولت هوية شعب وبلد ما إلى هوية الوافدين عليه؟ أي بمعنى أخر هل “الأقلية العرقية” الوافدة على وطن ما,هي من يكتسب هوية هذا الوطن,أم هي من يفرض هويتها عليه؟ وللتوضيح أكثر هل ملايين المهاجرين بالدول الأوربية مثلا فرضوا هويتهم على هذه الدول,أم اكتسبوا هوية هذه البلدان؟هل تحول ساركوزي مثلا ومعه أسرته إلى فرنسيين بالهوية رغم أصولهم الهنغارية,أم بقوا هنغاريين,أم غيروا هوية فرنسا إلى هوية هنغارية,نفس الشيء يقال بالنسبة لبيل كلينتون الكندي الأصل,وأوباما الإفريقي…وقس على ذلك؟؟

*الدليل الثقافي:باعتبار العادات والتقاليد والطقوس واللغة والموسيقى والفنون جزء من الثقافة,فهل يمكن ربط المغرب وعادات وتقاليد شعبه بالعرب؟ هل ثمة تشابه بين عادات وطقوس الأعراس والحفلات والرقص والموسيقى بالمغرب وشمال إفريقيا مع نظيرتها في الخليج؟هل الزربية والقفطان و التكشيطة والجلابة و الشربيل والسلهام والبلغة والحلي الأمازيغية هي نفسها الملابس المستعملة عند العرب؟ هل المعمار المغربي من نقش على الجبس والرخام والقصابات”إغرمان”وأبراج وطريقة البناء وأواني خزفية وأساليب الزراعة وتوزيع الماء,والقوانين العرفية المنظمة لذلك هي نفسها عند العرب؟ هل الطبخ والمأكولات الأمازيغية من طاجين و كسكس و حريرة و رفيسة و”سبع خضاير” والحلويات…شبيهة بمأكولات وأطباق العرب؟ أكيد ليس هناك تشابه,ولا يمكن أن يقول بوجود تشابه إلا مضلل أو متعامي عن قول الحق, وهذا التميز الثقافي هو ما يجعل المغرب قبلة للعديد من السياح,الذين عبر لي أحدهم قائلا”لو أردت زيارة بلد عربي لذهبت إلى قطر أو الكويت…لكني أقصد المغرب كبلد أمازيغي,ثقافته أمازيغية”.أما اللغة العربية فلا وجود لها في الحياة اليومية للمغاربة,وليست هي لغة التداول اليومي,يقول قائلهم إنها لغة الصحافة والإعلام والمدرسة والكلية,فنجيبه كم يمثل من يقرأون الصحف,وكم تمثل نسبة الطلبة من أكثر من 30 مليون مغربي,وهل هم حقا يتقنون العربية؟ أكيد أن النسبة ضعيفة جدا,أما اعتبار الدارجة المغربية لغة عربية فقصة لا تصلح سوى للتنكيت,إذ أن أغلب تراكيبها وألفاظها إن لم نقل كلها أمازيغية,وإذا سلمنا لترهاتهم فأبناء عمومتي مثلا من المتحدثين بالدارجة عرب رغم أنهم يرفضون رفضا قاطعا ولو على سبيل المزاح أن يكونوا عربا,ويتشبثون بأمازيغيتهم و يعضون عليها بالنواجذ,وأتعجب من بعض النشطاء الأمازيغ الذين يتحدثون عن مغاربة “ناطقين بالعربية”,مع علمهم بأنه لا يوجد مغربي واحد يتحدث بالعربية,إنما يقولون بذلك إرضاء للعروبيين,حتى لا يصفون بالإقصائيين,حتى وهم يعلمون أن ذلك يتم على حساب الحقيقة والواقع المغربيين,وأن القومجيين هم أكبر الإقصائيين .

بناء على ما سبق فثقافة شمال إفريقيا والحضارات التي تعاقبت على المنطقة هي حضارات من صنع السكان المحليين باعتبارهم يشكلون الأغلبية10.

*الدليل الديني:يلجأ القوميون العرب في محاولاتهم اليائسة لربط المغرب بالعروبة إلى عنصر الدين,محاولين خلط ما هو ديني بما هو إيديولوجي,قومي,عروبي,فيقولون مثلا بأن أهم ما يجمعنا بالعرب هو الإسلام,وبأن الإسلام جاء بالعربية ومادامت هي لغة القرآن,فما علينا إلا تبنيها وتقديسها حتى كادت تصبح هي الركن الأول للإسلام,بل لا يقف الأمر عند هذا الحد,بل علينا وفقا لمنظورهم السخيف اعتبار أنفسنا عربا والافتخار بعروبتنا لمجرد أن القرآن عربي,والصحيح أن لا شيء مما يزعمونه صحيح,فإذا كانوا يقولون بأن الإسلام هو أحد قواسمنا المشتركة مع العرب,فنجيبهم حتى وإن كان الإسلام يجمعنا مع “بعض” العرب,فهل هذا يبيح جلعنا جزءا تابعا لهم ؟ماذا عن ملايين العرب من غير المسلمين والذين لا تجمعنا معهم نفس الديانة,هل نعتبر أنفسنا جزء منهم أم لا؟ وماذا عن مواطنينا من غير المسلمين هل نعتبرهم عربا أم لا؟ وماذا عن ملايين المسلين من غير العرب والذين يشكلون أغلبية المسلمين ,هل ينتمون هم أيضا إلى العروبة,فقط لأن كتابهم قرآن عربي؟؟ ولكن الصحيح أيضا أن القرآن لم ينزل بالعربية؛أي لم يأت بالعربية من السماء إلى الأرض,بل كانت متداولة قبل مجيء الإسلام بكثير,فقد تحدث بها أبو جهل وأبو لهب وغيرهم,و سبوا بها الرسول(ص),كما تحدث بها من بعدهم شعراء الغلمانيات والخمرة والمجون,فكيف نقدس هذه اللغة ونعتبر أنفسنا عربا,فقط لأن القرآن عربي؟

الإسلام لا هوية له,عكس ما يسوق له بعض القوميين من العرب خاصة السلفيين منهم,فهو دين للناس جميعا,ولا يختص به العرب فقط,وليس من حقهم خوصصته وتجنيسه خدمة لإيديولوجيتهم النتنة,وبالتالي لا يحق لهم المزايدة على بقية الناس من غير العرب باستغلال القرآن وممارسة التخريف,و”الزبونية الدينية”,كما أنه من غير المسموح به بتاتا محو هوية شعب ما باسم الدين,فأندونسيا أكبر بلد مسلم,ومع ذلك فالأندونسيين ليسوا عربا,ولا يعتبرون أنفسهم جزءا من العروبة,بل ولن يسمحوا بذلك,أما نزول القرآن بالعربية وفي شبه جزيرة العرب فهو لأسباب تحسب على العرب وليس لهم,وأول هذه الأسباب؛أن كل قوم ينزل الله فيهم رسولا لينذرهم ويبين لهم قواعد دينهم بلسانهم حتى لا تكون لهم حجة على الله,فهل يقبل ذوي العقل السوي أن ينزل رسول على قوم ما بلغة لا يفهمونها؟؟

إذن فربطنا بالعرب من منطلق ديني هو محض افتراء وتخريف وبهتان زينه الأمويون للناس وجعلوه مسلمة مطلقة لا يجوز الطعن أو حتى التشكيك فيها,وجاء من بعدهم القومجيون ليزيدوها تزيينا وزخرفة,وهذا مما لا يستقيم ولغة العقل,إذ لو أن كل شعب مسلم هو بالضرورة طرف وجزء من الشعب والوطن العربيين,لجاز اعتبار تركيا المسلمة الديانة التركية الهوية عربية,والشعب الإيراني المسلم الديانة الفارسي الهوية عربي,والشعب الباكستاني والأفغاني والألباني,والشعب الأمازيغي لا يمكن أن يخرج عن هذه القاعدة القومجية, الاستلابية السخيفة.

ختاما نذكر أن سردنا لهذه الحقائق والأدلة لا يعني ادعاء منا بالانقطاع عن بقية العالم,ولا دعوة للانغلاق و الانطواء,وليس إنكارا ونفيا لوجود تواصل وعلاقات تاريخية مع العرب وغير العرب,بل تفنيدا لأباطيل القائلين بانتمائنا للعروبة,الهاربين من الواقع المتشبثين بالأحلام,والضاربين عرض الحائط كل الأدلة الدامغة التي ذكرنها,والتي تثبت أن كل ما ربطنا ولا زال يربطنا بالعرب هي علاقات تواصل واتصال,وليس علاقات انتماء واندماج وعروبة,كما يزعمون,كبرت كلمات تخرج من أفواههم إن يقولوا إلا كذبا,وتلك براهيننا لهم,فإن عادوا عدنا وإن قالوا قلنا ووفينا و زدناهم حتى الشبع.

miércoles, 15 de febrero de 2012

الأمازيغية والإسلام



                                                   بقلم عبدالكريم كاركاو

                                                        
                                             

من أجل ثوابت جديدة للدولة بالمغرب:               

الأمازيغية والإسلام بدل العروبة والإسلام              


                                                     

                          




بقليل من التحليل للعلاقة الثلاثية بين العروبة والإسلام والدولة بالمغرب، ندرك بسهولة أن العروبة العرقية (اعتبار المغاربة شعبا "عربيا") والسياسية (اعتبار الدولة بالمغرب دولة "عربية") والهوياتية (اعتبار المغرب بلدا ذا انتماء "عربي")، ترسخت ونجحت في المغرب باستعمالها واستغلالها للإسلام كوسيلة وسند لهيمنة العروبة والتمكين لها في بلاد الأمازيغ. فاستحضار الإسلام والارتباط به والاستناد إليه، وحتى الدفاع عنه، من طرف العروبة، ليس غاية، بل هو مجرد وسيلة تستعملها هذه العروبة لتبرير وجودها بالمغرب، عرقيا وسياسيا وهوياتيا. وهذا الترابط بين العروبة والإسلام يجعلهما، في المغرب، مترادفين ومتلازمين لا يمكن الفصل بينهما أو استعمال أحدهما مستقلا عن الآخر. والنتيجة أن من يعادي العروبة والتعريب (تعميم ونشر العروبة) بالمغرب ينظر إليه على أنه يعادي الإسلام ولغته العربية. وهذا الاستعمال السياسوي للإسلام للدفاع عن عروبة الدولة بالمغرب، هو ما يجعل المطالب الأمازيغية تتهم بالعداء للإسلام وللغة العربية لأنها ترفض عروبة المغرب وسياسة التعريب. وفي المقابل، يعتبر من يدافع عن العروبة والتعريب بالمغرب مدافعا عن الإسلام ولغة القرآن.
فالعروبة بالمغرب لا تتمسك بالإسلام في ذاته ولذاته كدين، بل تتمسك به لأنها تستعمله كوسيلة ـ كوسيلة فقط ـ تضمن بها وجودها العرقي والسياسي وتعطيه الدعم والمشروعية، وتواجه بها المناوئين والمعارضين مثل الحركة الأمازيغية. لهذا فإن ثوابت الدولة العروبية بالمغرب تقوم على العروبة والإسلام، العروبة كغاية والإسلام كوسيلة لتحقيق هذه الغاية.
عندما نحلل هذه العلاقة بين الإسلام والعروبة، كعلاقة بين وسيلة وغاية، نصل إلى النتائج المفارقة التالية:
1ـ إن العروبة العرقية التي يتهم أصحابها، المستفيدون منها، من يعارضها ويرفضها بأنه يعارض الإسلام ويرفضه، هي في حقيقتها ممارسة لاإسلامية لأنها سلوك جاهلي يقوم على العصبية العرقية والنعرات العنصرية والقبلية التي جاء الإسلام لمحاربتها ليجعل الناس سواسية في ما بينهم لا فرق بينهم إلا بالتقوى والإيمان كيفما كانت انتماءاتهم العرقية والإثنية. العروبة العرقية إذن هي استمرار لممارسات جاهلية وعنصرية تفاضل بين الشعوب بناء على معايير عرقية وعنصرية. فكيف يستقيم اعتماد العروبة العرقية على الإسلام لتبرير وجودها وضمان استمرارها بالمغرب مع أنها هي نفسها مخالفة في مضمونها وأهدافها لمبادئ الإسلام وتعاليمه؟ أي كيف يعقل أن تعتمد الجاهلية على الإسلام لتبرير وجودها وضمان استمرارها مع أن الإسلام جاء لمحاربة هذه الجاهلية نفسها؟
2ـ العروبة العرقية بالمغرب، حتى توسّع نفوذها وتعزز وجودها وتزيد من تأثيرها، لجأت إلى تعريب الشعب الأمازيغي، أي تحويله إلى شعب عربي فصلته عن هويته الأمازيغية وفرضت عليه الهوية العربية. وهذا التعريب ـ إي تحويل الأمازيغي غير العربي إلى إنسان عربي ـ يمثل، على المستوى الديني، تحديا للخالق الذي اقتضت إرادته أن يخلق سكان تامازغا (شمال إفريقيا) أمازيغيين وبلسان أمازيغي وهوية أمازيغية ومحيط أمازيغي وحياة عامة أمازيغية. فإذا بدعاة التعريب، ذوي النزعة العروبية الجاهلية، يعملون على تعريب الإنسان والمحيط والحياة العامة بالأرض الأمازيغية كأنهم آلهة تقوم بمثل ما يقوم به الله. فكما خلق الله العرب بالمشرق يسعون، من خلال التعريب، إلى خلقهم هم أيضا بالمغرب. وهذا شرك بالله ومضاهاة له في خلق الأقوام والأجناس والهويات البشرية. وهو شرك سبق أن شرحنا بتفصيل مضامينه ونتائجه في موضوع سابق بعنوان "دعاة التعريب أو المشركون الجدد" (انظر الرابط: http://tawiza7.ifrance.com/Tawiza143/bboudhan1.htm). فكيف يستقيم أن يعتمد دعاة التعريب العروبيون على الإسلام لتبرير سياسة التعريب الشركية؟ أي كيف يعقل أن يعتمد المشركون على الإسلام للدفاع عن شِركهم الذي جاء الإسلام لمحاربته والقضاء عليه؟
3 ـ العروبة العرقية عدو لدود لليهودية العرقية بفلسطين بسبب سياسة التهويد العنصرية التي تمارسها إسرائيل بالأراضي المحتلة. لكن عندما نتأمل سياسة التعريب التي يمارسها العروبيون بالمغرب، لا نجدها تختلف، في دوافعها ومراميها وممارساتها، عن سياسة التهويد الصهيونية التي تمارسها إسرائيل. وهو ما سبق توضيحه وشرحه بتفصيل في مقال بعنوان "التهويد بفلسطين والتعريب بالمغرب: وجهان لسياسة عنصرية واحدة" (انظر الرابط http://tawiza7.ifrance.com/Tawiza148-49-arabisation2.htm). فكيف يستقيم اعتماد الممارسين لسياسة عنصرية صهينونية على الإسلام لتبرير هذه السياسة العنصرية الصهيونية التي تتنافى أصلا مع الإسلام ومبادئه؟
4 ـ العروبة العرقية بالمغرب تستمد الدعم والسند من الفرنكوفونية التي تعمل هذه العروبة العرقية على حمايتها ورعايتها بالمغرب. وهذا الارتباط للعروبة العرقية بالمغرب بالفرنكوفونية، يجد تفسيره في كون الفرنسي الماريشال "ليوطي" هو الذي أنشأ، ابتداء من 1912، أول دولة عروبية بالمغرب تقوم على أساس العروبة العرقية، كما أنه هو أول من وضع اللبنات الأولى للتعريب السياسي كمرحلة أولى ضرورية لمرحة التعريب العرقي التي ستنطلق مع الاستقلال ابتداء من 1956. النتيجة أن التعريب العرقي، المتفرع عن العروبة العرقية، سياسة فرنكوفونية تساهم في الرفع من مكانة اللغة الفرنسية وتدني قيمة اللغة العربية بجعلها مادة كاسدة لا طلب عليها في سوق الشغل، في حين تصبح اللغة الفرنسية بضاعة مرغوبا فيها يكثر عليها الطلب، مما يرفع من قيمتها ومكانتها. فكيف يعقل أن يبرر العروبيون التعريب العرقي الذي يمارسونه بالمغرب بكونه يرمي إلى رد الاعتبار للغة العربية مع أنه يخدم اللغة الفرنسية كجزء من السياسة الفرنكوفونية التي تحارب اللغة العربية؟
التعريب العرقي بالمغرب، المتفرع عن العروبة العرقية، لا علاقة له إذن باللغة العربية وتنميتها ورد الاعتبار لها، كما يدل على ذلك شعار دعاة التعريب: "تعريب الإنسان والمحيط والحياة العامة". وهو شعار يحضر فيه العرق (تعريب الإنسان وليس تعريب اللسان) وتغيب منه اللغة العربية غيابا تاما. فالعربية هنا، مثل الإسلام، ليست غاية، بل مجرد وسيلة لتبرير التعريب العرقي خدمة للعروبة العرقية والسياسية والهوياتية. وهنا يجب التذكير ـ مرة أخرى ـ أننا، كشعب أمازيغي مسلم، نتمسك باللغة العربية ونحبها ونقبل على تعلمها ودراستها كلغة، لكن نرفضها كعروبة عرقية تفرض علينا لتستبدل هويتنا الأمازيغية بالهوية العربية.
النتيجة المستخلصة من هذه التوضيحات والتحليلات هي أن العروبة العرقية بالمغرب، مع ما يتفرع عنها من تعريب عرقي وطمس للهوية الأمازيغية، نزعة جاهلية وشركية وعنصرية صهيونية، على المسلم الحقيقي أن يرفضها ويحاربها. والمفارقة الغريبة والنشاز هي أن هذه العروبة العرقية تعتبر من ثوابت الدولة بالمغرب بجانب الإسلام. فكيف يعقل الجمع بين سلوكات الجاهلية، والشرك والعنصرية من جهة، والإسلام من جهة أخرى، وهو الذي جاء لمحاربة هذه السلوكات والشرْكيات الجاهلية؟ فاعتبار العروبة من ثوابت الدولة بالمغرب لا يختلف إذن عن اعتبار الجاهلية من ثوابت هذه الدولة. ينبغي إذن على المسلم الحقيقي أن يحارب العروبة العرقية بالمغرب لأنها ذات مضمون جاهلي وشرْكي وعنصري، كما بينا ذلك، وهو ما يخالف الإسلام ويتعارض معه على طول الخط.
لكن الغريب أكثر في الأمر، هو أننا نجد الحركات الإسلامية بالمغرب تتبنى العروبة العرقية وتدافع عنها كجزء من دفاعها عن الإسلام. وهذا أمر محير ومربك: كيف لحركات إسلامية أن تدافع عن ممارسات جاهلية ونعرات عرقية وعنصرية؟ هذا يؤكد أن هذه الحركات المنتسبة إلى الإسلام، ليست إسلامية، بل قومية عروبية تستعمل الإسلام للحفاظ على العروبة العرقية بالمغرب وضمان وجودها واستمرارها، لا فرق بينها وبين التيارات التي تعلن جهارا عن قوميتها ونزعتهما العروبية.
الخلاصة التي نريد الوصول إليها من خلال هذا التحليل للعروبة العرقية بالمغرب، هي أن الدولة المغربية، حتى تكون دولة إسلامية مسلمة، عليها أن تلغي عنصر العروبة من ثوابتها لأنها تتعارض مع الإسلام الحق نظرا لما يحتوي عليه مضمون هذه العروبة من جاهلية وشرْك وعنصرية، كما شرحنا ذلك سابقا، وتعويضه بالأمازيغية كواحد من ثوابتها بحيث تصبح هذه الثوابت هي الأمازيغية والإسلام بدل العروبة والإسلام.
وإلغاء العروبة العرقية وإحلال مكانها الأمازيغية يدخل في صميم الالتزام بتعاليم الإسلام، لأنه يخلص الدين الحنيف من أسر العروبة العرقية التي تستغله لتأبيد ممارساتها الجاهلية والعنصرية التي جاء الإسلام لمحاربتها والقضاء عليها. فمحاربة العروبة العرقية إذن هي دفاع عن الإسلام وحرب على الشرك والجاهلية التي يتشكل منها محتوى العروبة العرقية. فإذا كانت العروبة العرقية قد استعملت الإسلام لترسيخ وجودها بالمغرب، فإن طردها منه لا يمكن أن يكون إلا بالإسلام، وذلك بتبيان أنه يتنافى في مبادئه مع المضمون الجاهلي والشركي والعنصري لمفهوم العروبة العرقية.
وهنا بجدر التوضيح أن بعض فصائل الحركة الأمازيغية، إذا كانت تطالب بالعَلمانية، فليس بهدف فصل الدين عن الدولة، بل من أجل فصل العروبة عن الدولة التي تحتكرها هذه العروبة باستعمالها واستغلالها للإسلام لتزكية ذلك الاحتكار وإقصاء الأمازيغية كهوية لتلك الدولة، رغم أن هذه الأخيرة تسود على أرض أمازيغية. لكن إذا كانت ثوابت الدولة هي الأمازيغية والإسلام، فلن تكون هناك حاجة لدى الحركة الأمازيغية للمطالبة بفصل الدين عن الدولة، لأن هذا الدين لن يعود موضوع استغلال واستعمال لفرض العروبة وإقصاء الأمازيغية.
أما الاعتراض بأن استبدال العروبة بالأمازيغية هو استبدال نزعة عرقية بأخرى عرقية هي أيضا، فاعتراض مردود. لماذا؟
1 ـ لأن الأمازيغية ذات مضمون ترابي يعبر عن الانتماء الأمازيغي للدولة، المستمد من الأرض الأمازيغية التي تسود عليها هذه الدولة، ولا يعني إطلاقا الانتماء العرقي الذي هو أصلا متعدد ومختلف ومتنوع. فعبارة "دولة أمازيغية" معناها دولة تنتمي جغرافيا وترابيا إلى شمال إفريقيا، أي أرض "تامازغا"، وليس إلى السلالة الأمازيغية بالمفهوم العرقي والوراثي Génétique. فالأمازيغية، كثابت للدولة بالمغرب، تعني أن كل من ينتمي إلى الأرض الأمازيغية فهو يحمل هوية أمازيغية سواء كان نسبه العرقي عربيا أم يهوديا أم رومانيا أم فينيقيا أم فرنسيا أم أندلسيا، أم تركيا... في حين أن العروبة العرقية تعتمد حصريا على الأصل العرقي كمعيار لتحديد الهوية وليس على الأرض كمصدر لهذه الهوية.
2 ـ الأمازيغية ثابت دائم وقار، لأنه مرتبط بالأرض التي هي أرض أمازيغية، وليس طارئا أو دخيلا مثل العروبة العرقية التي هي دخيلة على المغرب وليست أصلية فيه.
3 ـ الأمازيغية عندما ترتبط بالإسلام ليشكلا ثابتين للدولة بالمغرب، فليس من أجل أن تستغله وتستعمله، كما تفعل العروبة، لتستمد منه المشروعية والدعم، لأن الأمازيغية بنت الأرض وليست وافدة عليها من الخارج حتى تحتاج إلى إيديولوجية دينية تدعمها وتعطي لها المشروعية. وإنما ترتبط الأمازيغية بالإسلام، كثابتين للدولة الأمازيغية، لأنه دين معظم المغاربة. فهويتهم هي الأمازيغية ودينهم هو الإسلام.
4 ـ مع اختفاء العروبة العرقية وإقامة الدولة على أساسي الأمازيغية والإسلام، تتحرر اللغة العربية من التعريب العرقي الذي كان يستغلها لنشر جاهليته الجديدة، وتسترد مكانتها كلغة ثقافة ودين وليس كأداة للتعريب العرقي للأمازيغيين، كما هو الشأن في ظل الدولة القائمة على العروبة والإسلام.
إن هذه الدعوة إلى البناء الجديد للدولة بالمغرب على ثوابت جديدة هي الأمازيغية والإسلام، ستشكل اختبارا حقيقيا لإسلامية الحركات "الإسلامية" بالمغرب: فإذا رفضت هذه الدعوة وعارضتها كما يفعل القوميون العروبيون، فهذا يعني أن هذه الحركات "الإسلامية" لا تزال على جاهليتها العروبية العرقية، وليس لها من الإسلام إلا الاسم الذي تستعمله للمزايدة السياسوية على خصومها السياسيين. أما إذا أيدت هذه الدعوة ودافعت عنها، كما يقتضي توجهها الإسلامي المعلن، فسيكون ذلك دليلا على أن هدف هذه الحركات الإسلامية هو حقا أسلمة الدولة والمجتمع، وليس تعريبهما كما عند القوميين العروبيين. وإذا كان حقا هذا هو هدف الحركات الإسلامية (أسلمة الدولة والمجتمع)، كما تقول وتكرر دائما، فلا نفهم لماذا ستعارض أن تكون ثوابت الدولة بالمغرب هي الأمازيغية والإسلام ما دام أن هذه الثوابت لا تتعارض مع مبادئها وغاياتها المتمثلة في تطبيق شرع الله وليس تطبيق شرع العروبة.
في الحقيقة، بناء الدولة على ثوابت الأمازيغية والإسلام، فضلا على أن فيه عودة إلى الهوية الحقة للمغرب التي هي الهوية الأمازيغية النابعة من الأرض الأمازيغية، والتي ينبغي أن تكون هي هوية الدولة بهذه الأرض الأمازيغية، فإنه يمثل عودة إلى الإسلام الحق، وذلك بتخليصه من رواسب الجاهلية المرتبطة بالعروبة العرقية ذات المحتوى العنصري والشركي المنافي لتعاليم الإسلام.



3


 

miércoles, 1 de febrero de 2012

الامازيغ...الرجال الاحرار


                    موضوع من إقتراح عبدالكريم كركاو  

                          






بسم الله و به نستعين


الامازيغ...الرجال الاحرار
     ملاحظة هامة هذا الموضوع يضم معطيات و أرقام حقيقية و ليست بتقديرات   


الاعضاء الكرام
هذا الموضوع يحظى بمكانة خاصة جداا بالنسبة لي .. لاني من خلاله اعرفكم على هويتي .. حظارتي..تاريخي..انتمائي .
قد يجد كل من تساءل عن سبب ذلك التوقيع الذي اضعه اجابة شافية من خلال هذه الفصول التي سوف اعرفكم من خلالها على مكون اساس ..من مكونات شمال افريقيا .. السكان الاصليون.. الذين لا يزالون متشبثين بجذورهم و هويتهم .. رافضين كل دعوات التعريب و طمس الهوية .. انهم امازيغ المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا ...

ارجوا ان ينال الموضوع اعجابكم
.............
.....
.
مقدمة

مرت القضية الأمازيغية بمراحل متعددة فكانت في البداية قضية ثقافية مدارها على اللغة حيث طالب نشطاء الأمازيغ بتخليص لغتهم مما لحقها -في نظرهم- من تهميش وإقصاء أمام انتشار اللغة العربية منذ مجيء الإسلام إلى اليوم. ثم تطور المطلب ليصبح مطلبا سياسيا تتبناه جمعيات وتنظيمات. وقد تفاعلت هذه المطالب خلال العشرين سنة الأخيرة من القرن الماضي وعبرت عن نفسها في مجالات جغرافية متعددة. فكان لها في الجزائر ظهور مختلف عنه في المغرب وتجلت في ليبيا بشكل مغاير لما تم في المغرب والجزائر. ولم تظهر المسألة لا في تونس ولا في موريتانيا رغم دوخولهما في المجال الأمازيغي لأسباب محددة.

ابرز مراحل القضية الامازيغية .

المغرب



مطلب الاعتراف

الملك الحسن الثاني يدعو في خطاب العرش في 20 أغسطس/ آب 1994 إلى "إنعاش الأمازيغية" وذلك بإدخالها في برامج التعليم.
أصدر محمد شفيق رئيس جمعية الثقافة الأمازيغية المغربية في مارس/آذار 2000 بيانا يطالب فيه بالاعتراف رسميا باللغة الأمازيغية وإدخالها في مناهج التعليم وتخصيص أوقات في وسائل الإعلام المغربية للتعريف بالثقافة الأمازيغية ورفع الحظر عن تسجيل المواليد بأسماء أمازيغية وتنمية المناطق الفقيرة التي يسكن فيها البربر اقتصاديا.
أصدر نشطاء بربر في 17 أبريل/نيسان 2000 بيانا طالبوا فيه الحكومة المغربية بالترخيص لإنشاء محطة تلفزيون خاصة ببربر المغرب والاعتراف بالحقوق الثقافية لهم والسماح بتسجيل مواليد البربر في السجلات الرسمية بأسماء بربرية وإعادة الاعتبار للتراث البربري في المغرب.
طافت مسيرة سلمية شوارع الرباط في 1 مايو/أيار 2000 مطالبة بالاعتراف رسميا بالهوية البربرية وتدريس اللغة الأمازيغية في المدارس وقد كان في مقدمة المتظاهرين رشيد براحة رئيس المؤتمر العالمي للبربر.
رفع المتظاهرون في عيد العمال سنة 2000 بجانب المطالب التقليدية لافتات تضامن مع أمازيغ الجزائر بعد مقتل الشاب قرباح.

معهد الثقافة الامازيغية

إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في يناير/كانون الثاني 2002 للحفاظ على التراث الأمازيغي وأكد الملك محمد السادس في افتتاح المعهد أن الهوية المغربية متعددة لأنها بنيت على روافد عدة أمازيغية وعربية وصحراوية أفريقية وأندلسية.
اعتراف الملك محمد السادس في يناير/كانون الثاني 2003 بحرف تيفيناغ كحرف رسمي للكتابة الأمازيغية تنفيذا لتوصية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وتم الاعتراف رسميا باللغة الأمازيغية وظهرت مطبوعات عديدة بها كما بدأ تدريسها في حوالي ثلاثمائة مدرسة ابتدائية مغربية تمهيدا لتعميم تدريس الأمازيغية في جميع المدارس.

الامازيغية و التعليم
  • طالبت ندوة بالرباط في سبتمبر/أيلول 2003 بالتوسع في تدريس الامازيغية في كل مدارس المغرب شريطة ألا يكون ذلك على حساب المطالب السياسية والثقافية للبربر.
  • عقد مؤتمر أمازيغي في أكتوبر/تشرين الأول 2003 تحت شعار من أجل تعليم أمازيغي موحد.
ملاحظة/ رغم كل التقدم الذي شهدته القضية الامازيغية في المغرب الا ان اول و اهم مطلب و هو دسترة الامازيغية لم يتحقق بعد!

الجزائر



التعريب
  • اعتبر إعلان الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة في خطاب له في 5 يوليو/تموز 1962 بأن "التعريب ضروري لأنه لا اشتراكية بلا تعريب ولا مستقبل لهذا البلد دون التعريب" بداية تفاعل المسألة الأمازيغية في تاريخ الجزائر الحديث.
  • إنشاء حزب جبهة القوى الاشتراكية برئاسة السيد حسين آيت أحمد في 29 سبتمبر/أيلول 1963وقد دخل الحزب منذ إنشائه في صراع مسلح مع الرئيس بن بلة.
  • توقيع الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين مرسوما بتاريخ 26 أبريل/نسيان 1968 يلزم كل الموظفين الجزائريين أن يكونوا على "معرفة كافية باللغة الوطنية (العربية) عند توظيفهم".
  • منعت السلطات الجزائرية في ما بين سنتي 1974 و1975 التسمي بأسماء غير عربية.
  • رفع مناصرو فريق شبيبة القبائل في 19 يونيو/حزيران 1977 شعارات أثناء مباراة بحضور الرئيس بومدين مثل "اللغة الأمازيغية ستعيش". وقد أدى الحادث إلى تغيير اسم فريق شبيبة القبائل إلى فريق إلترونيك تيزي وزو.
الربيع الأمازيغي
  • وقعت أحداث ما عرف بالربيع الأمازيغي سنة 1980 إثر خروج مظاهرات أمازيغية ضد الحكومة الجزائرية بسبب منعها محاضرة عن الشعر الأمازيغي القديم كان مولود معمري ينوي إلقاءها بجامعة تيزي وزو. كما ألغي حفل موسيقي لفرقة أمازيغن إيمولا.
  • إحياء ذكرى مقتل المطرب الأمازيغي معطوب الوناس في 9 يوليو/تموز من كل عام والذي قتل عام 1998.
  • اندلاع احتجاجات واسعة في أبريل/ نيسان 2001 ومواجهات دموية بعد مقتل الشاب ماسينيسا قرباح يوم 18 أبريل/نيسان 2001. وتلت ذلك موجات من المظاهرات والاعتقالات.
  • انسحاب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في مايو/أيار 2001 من الحكومة. ويوصف هو والجبهة الشعبية الاشتراكية بأن قاعدتهما الشعبية أمازيغية في الأساس.
تنسيقية العروش
  • تأسيس تنظيم تنسيقية العروش في يونيو/حزيران 2001 الذي يضم أبرز العائلات في القبائل الأمازيغية وممثلين عن الفعاليات البربرية المختلفة خاصة منظمات المجتمع المدنى.
  • دعوة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في شهر سبتمبر/أيلول 2001 "تنسيقية العروش" إلى تسليم عريضة مطالب. وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام دعا الوزير الأول الجزائري علي بن فليس ممثلي "العروش" ليؤكد لهم الموافقة على أربعة مطالب من أصل 12 مطلبا.
الاعتراف باللغة الأمازيغية
  • تم الاعتراف رسميا باللغة الأمازيغية كلغة وطنية دون مساواتها بالعربية أوائل عام 2002 بمبادرة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وبموافقة برلمانية.
  • أصبحت وسائل إعلام الدولة تقدم نشرات مفصلة بالأمازيغية وذلك منذ عام 2002.
ملاحظة/ التجربة الجزائرية في التعامل مع الامازيغ تعتبر رائدة على مستوى شمال افريقيا ..خصوصا في عهد اليمين زروال(رئيس امازيغي) و عبد العزيز بوتفليقة

ليبيا


قانون منع الأسماء الأمازيغية
  • صدور القانون رقم 24 لبسنة 2001 الذي يمنع التسمي بالأسماء غير العربية في السجلات الحكومية ويفرض القانون عقوبة على من يخالف ذلك.
المعارضة الخارجية
  • نظمت المعارضة الليبية في الخارج في 16 يناير/كانون الثاني 2004 مظاهرة شارك فيها نشطاء أمازيغ مطالبين بالكف عن قهر الأمازيغ سياسيا وثقافيا وبالكف عن اضطهاد أتباع المذهب الأباضي وبالسماح بإقامة مؤسسات تعليمية ودينية للأباضية.
  • عقد المؤتمر الليبي للأمازيغية في 24 سبتمبر/أيلول 2004 اجتماعا موسعاً بمدينة لندن لمدة 3 ايام وأوصى باستمرار حملة "الحق الأمازيغي" تحت شعار "لا تقتلوا اسمي الأمازيغي ".
  • أصدر المؤتمر الليبي للأمازيغية بلندن في 2 ديسمبر/كانون الأول 2004 بيانا ندد فيه بقيام السلطات الليبية بإعداد قوائم سوداء تضم نشطاء الحق الأمازيغي داخل ليبيا وخارجها والمطالبين بالاعتراف باللغة الأمازيغية وذلك للتحريض على ملاحقتهم داخليا وخارجيا.
الاعتراف بإقصاء الأمازيغ
  • اعتبر سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي في سبتمبر/ أيلول 2005 بأن الأمازيغية جزء من الثقافة الليبية وانتقد أثناء زيارته للمناطق الأمازيغية القانون رقم 24 الذي يمنع التسمي بالأسماء الأمازيغية.
  • استقبل العقيد معمر القذافي بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2005 رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي د. بلقاسم لوناس، رغم عدم اعتراف أي من دول المغرب العربي بالكونغرس الذي يضم ناشطين أمازيغ من ليبيا والجزائر والمغرب ومالي والنيجر.
ملاحظة/ يعتبر التعامل الليبي مع القضية الامازيغية حالة فريدة طبعها الجمود و الاقصاء و التهميش .. ذلك لطبيعة النظام (الناصري العروبي) في البلد


يتبع.......



domingo, 29 de enero de 2012

الأمازيغية بين فكي العروبة


       
                تم إقتراح الموضوع من طرف عبدالكريم كركاو

 

 
                                  الأمازيغية بين فكي العروبة  


السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو لو نزلت رسالة سماوية من الله بلسان الأمازيغ قبل الإسـلام أو بعـده : هل سيقبل بها العرب ؟ لن يقبلوا قط، وقد كانوا الأشد كفـرا ونفاقا وتلاعـبا؛ عـلما أنهم حاربوا الرسول وعصوا الله اشد ما يكون، رغم أواصر الـدم و القرابـة بـينـهم و النبي محمد(ص) ما يفسر أن الفتح الامازيغي للجزيرة العربية من اجل رسالة دينية و بلسـان أما زيغي بمثـابة إعلان حرب مدى الحياة: وقد جاء في إحدى الروايات أن العرب زمن الجاهليـة:( الجاهلية العربيـة تعني البربرية العربية المتوحشة ) صنعوا صنما كبيرا مـن الثمر عبدوه عدة سنوات، ولما ضاقت ألازمـة وحل الجفـــاف والقحط اجتمعوا على أكل ربهم سدا لجوعهم حتى قال فيهم احد الشعراء بيتا لاذعا جاء فيه:
( أكلت جهينة ربها /// زمن التقحم والمجاعة ) وهذا البيت الشعري عبرة لمن يبحث عن المصداقية العربية، أو يعتبر الأمازيغ من العرب أو اللغة الأمازيغية من العربية ولتنوير عقولكم اطرح السؤال التالي: هل للأمازيغ حقوق في الثروات وحق العودة إلى جزيرة العرب والشام بما أنهم يعتبروننا من دمهم ؟. إن الجواب واضح وسهل: لن يقبل العرب حتى بعودة إخوانهم من العرب الهاربة مـن بطش بني العباس، فكيف بهم قبول حق عودة الأمازيغ الدين هاجروا من اليمن كما ورد في كتبهم التاريخية المزورة والتي غالبا موجهة لبلوغ مصلحة معينة، لذلك يتوجب على الباحث النـزيه إن أراد الوصول إلى الحقيقة: أن يوجه عقله للبحث اعتمادا على مناهج علمية، والابتعاد كليا عن كل ما هو عنصري أو عاطفي أو سياسي أو عرقي أو عقائدي، إن التاريخ العربي بخصوص الأمة الأمازيغية بعيد عن الصواب ومخالف للحقيقة
ما يعني أن كتابه ومدونيه لهم غاية وقصد في تحريفهم و تزويرهم للواقع، ما يعني أنهم عبيد أسيادهم و حكامهم.
من الناحية العلمية: اجزم أن لا علاقة تربط الجزيرة العربية بأرض تمازغا ذلك أن الجغرافيا لها عواملها و موانعها من مناج وفاصل البحر الأحمر و نهر النبل، أضف لذلك وجود حضارة الفراعنة وحضارة الحبشة كقوى اقتصادية وعسكرية
وسياسية واجتماعية غير نائمة والتي لن تسمح أبدا لمرور العرب عبر أراضيها في اتجاه شمال أفريقيا مع العلم أن جريرة العرب أنداك ليست إلا نسيج بدو ورحل يعيشون على الرعي و محاربة بعضهم البعض ومتفرقون على كل ربوع الجزيرة لا تجمعهم أهداف سياسية ولا تجارية ولا اجتماعية ـ باستثناء اليمن التي كانت متحضرة والتي كانت منبعا غنيا عم خيرها كل الجزيرة العربية ـ و العصبية القبلية و العداوة شيء يميزهم عن غيرهم، أما ألامية فهي المسيطرة عليهم ونفسر هذا بكون شعرهم شفاهي غير مكتوب لأنهم لا يعرفون الكتابة قط إلا في البلاد المتحضرة ( اليمن ) وتعلم الخط واستعماله مقتصر على بعض النخب و الأثرياء من تجار ودوي الشأن، أما العامة فهم بعيدين جدا عن المعرفة لأسباب كثيرة أهمها الفقر، و العرب ليست لهم حضارة علمية و أدبية، والعربية كلغة ليست من ابتكارهم فهي آرامية تم تطويرها في الحقب الدينية من اليهودية إلى المسيحية ثم الإسلام، هذا الأخير هو الذي أعطى النفس القوي للعربية كلغة حيث نزل عربيا، والعلوم اللغوية تطورت بفعل القوة اللغوية للقران والإعجاز الذي يمثله.
إليكم مقتطفات من التاريخ الذي عرفته الأبجدية العربية و أصولها وتحولاتها في التالي: أولا / الأبجدية.
الخط مظهر من مظاهر الحضارة، وأثر من آثار الاجتماع والتجارة. لذلك كان أسبق الأمم إليه المصريون والأمازيغ ثم الفينيقيون. وأجهل الناس به البدويون، فلم يعرفه العرب إلا في الجهة التي عرفتها الحضارة واْرتقت فيها العمارة وهي اليمن. كان اليمنيون يستعملون خطاً يسمونه المسند باسم لغتهم، يكتبونه حروفاً منفصلة ويزعمون أن الوحي نزل على كاتب هود. ولكن المكتشفات الأثرية وعلم مقارنة اللغات أثبتت أن الخط الفينيقي مصدر الخطوط السامية، وأن الآرامي والمسند بأنواعه مشتقان منه، ومن الآرامي اشتق الخط النبطي في حوران، والسطر نحيلي السرياني في العراق، وهاذين الخطين هما اصل الخط العربي، فمن الأول تولد الشكل ألنسخي، ومن الثاني تولد الشكل الكوفي، وكان يعرف قبل الإسلام بالحيرى نسبة إلى الحيرة. وقد تعلم عرب الشمال الأول أثناء رحلاتهم إلى الشام، وتعلموا الآخر من الأنبا ر: تعلمه بشْرُ بن عبد الملك الكندي أخو أكيْدِر بن عبد الملك الكندي صاحب دومة الجندل؛ وخرج إلى مكة فصاهر حرب بن أمية جد معاوية، فعلمه جماعةً من القرشيين فكثر من يكتبه منهم. ولما مُصَرت الكوفة وشاع استعماله في الكتابة على مسجدها وقصورها ناله شيء من النظام والزخرف فسمي بالكوفي. العربية إحدى اللغات السامية. انشعبت هي وهن من أرومة واحدة نبتت في أرض واحدة. فلما خرج الساميون من مهدهم لتكاثر عددهم اختلفت لغتهم الأولى بالاشتقاق والاختلاط، زاد هذا الاختلاف انقطاع الصلة وتأثير البيئة وتراخي الزمن حتى أصبحت كلل لهجة منها لغة مستقلة.ويقال إن أحبار اليهود هم أول من فطن إلى ما بين اللغات السامية من علاقة وتشابه في أثناء القرون الوسيطية، ولكن علماء المشرقيات من الأوروبيين هم الذين أثبتوا هذه العلاقة بالنصوص حتى جعلوها حقيقة علمية لا إبهام فيها ولا شك. والعلماء يردون اللغات السامية إلى الآرامية والكنعانية والعربية، كما يردُون اللغات الآرية إلى اللاتينية واليونانية والسنسكريتية. فالآرامية اصل الكلدانية والأشورية والسريانية، والكنعانية مصدر العبرانية والفينيقية، والعربية تشمل المضَرية الفصحى ولهجات مختلفة تكلمتها قبائل اليمن والحبشة. والراجح في الرأي أن العربية اقرب المصادر الثلاثة إلى اللغة الأم، لأنها بانعزالها عن العالم سلمت مما أصاب غيرها من التطور والتَغير تبعاً لأحوال العمران. وليس في مقدور الباحث اليوم أن يكشف عن أطوار النشأة الأولى للغة العربية، لأن التاريخ لم يسايرها إلا وهي في وفرة الشباب والنماء. والنصوص الحجرية التي أخرجت من بطون الجزيرة لا تزال لندرتها قليلة الغناء؛ وحدوث هذه الأطوار التي أتت على اللغة فوحَدت لهجاتها وهذبت كلماتها معلوم بأدلة العقل والنقل، فإن العرب كانوا أميين لا تربطهم تجارة ولا إمارة ولا دين، فكان من الطبيعي أن ينشأ من ذلك ومن اختلاف الوضع والارتجال، ومن كثرة الحل والترحال، وتأثير الخلطة والاعتزال، اضطراب في اللغة كالترادف، واختلاف اللهجات في الإبدال والإعلال والبناء والإعراب، و هَنات المنطق كعجعجة قُضاعة ( العجعجة: قلب الياء جيما بعد العين وبعد الياء المشددة، مثل راعي يقولون فيها: راعج. وفي كرسي كرسج)، وطمطمانية حِمْير( الطمطمانية: هي جعل إم بدل أل في التعريف، فيقولون في البر: أمبر ، وفي الصيام أمصيام)، وفحفحة هذيل(الفحفحة: هي جعل الحاء عيناً، مثل:أحل إليه فيقولون أعل إليه. )، وعنعنة تميم( العنعنة: هي إبدال العين في الهمزة إذا وقعت في أول الكلمة، فيقولون في أمان: عمان. )، وكشكشة أسد( الكشكشة: جعل الكاف شيناً مثل : عليك فيقولونها: عليش. )، وقطْعةِ طيئ ( القطعة: هي حذف آخر الكلمة، مثل قولهم: يا أبا الحسن، تصبح: يا أبا الحسا. )، وغير ذلك مما باعد بين الألسنة وأوشك أن يقسم اللغة إلى لغات لا يتفاهم أهلها ولا يتقارب أصلها.

                                  .........